مرقد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام (العتبة العلوية المقدسة) (النجف) | tomb(s) (en), mausoleum (en), مسجد, إسلام, shrine (en), حسينية, Rauza (en)

Iraq / an-Najaf / النجف
 tomb(s) (en), mausoleum (en), مسجد, إسلام, shrine (en), حسينية, Rauza (en)

أبو الحسن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي (13 رجب 23 ق.هـ/17 مارس 599م - 21 رمضان 40 هـ/ 28 فبراير 661 م) ابن عم محمد بن عبد الله نبي الإسلام وصهره، من آل بيته، وكافله حين توفي والديه وجده، وأحد أصحابه، هو رابع الخلفاء الراشدين عند السنة وأوّل الأئمّة عند الشيعة.
ولد في مكة وتشير مصادر التاريخ بأن ولادته كانت في جوف الكعبة [3]، وأُمّه فاطمة بنت أسد الهاشميّة. أسلم قبل الهجرة النبويّة، وهو ثاني أو ثالث الناس دخولا في الإسلام، وأوّل من أسلم من الصبيان. هاجر إلى المدينة المنوّرة بعد هجرة محمد بثلاثة أيّام وآخاه محمد مع نفسه حين آخى بين المسلمين، وزوجه ابنته فاطمة بنت محمد في السنة الثانية من الهجرة.
شارك علي في كل غزوات الرسول عدا غزوة تبوك حيث خلّفه فيها محمد على المدينة. وعُرف بشدّته وبراعته في القتال فكان عاملاً مهماً في نصر المسلمين في مختلف المعارك وابرزها غزوة الخندق ومعركة خيبر. لقد كان علي موضع ثقة الرسول محمد فكان أحد كتاب الوحي وأحد أهم سفرائه ووزرائه.
تعد مكانة علي بن أبي طالب وعلاقته بأصحاب الرسول موضع خلاف تاريخي وعقائدي بين الفرق الإسلامية المختلفة، فيرى بعضهم أن الله اختاره وصيّاً وإماماً وخليفةً للمسلمين، وأنّ محمداً قد أعلن ذلك في خطبة الغدير، لذا اعتبروا أنّ اختيار أبي بكر لخلافة المسلمين كان مخالفاً لتعاليم النبي محمد، كما يرون أنّ علاقة بعض الصحابة به كانت متوتّرة. وعلى العكس من ذلك ينكر بعضهم حدوث مثل هذا التنصيب، ويرون أنّ علاقة أصحاب الرسول به كانت جيدة ومستقرّة. ويُعدّ اختلاف الاعتقاد حول علي هو السبب الأصلي للنزاع بين السنة والشيعة على مدى العصور.
بويع بالخلافة سنة 35 هـ (656 م) بالمدينة المنورة، وحكم خمس سنوات وثلاث أشهر وصفت بعدم الاستقرار السياسي، لكنها تميزت بتقدم حضاري ملموس خاصة في عاصمة الخلافة الجديدة الكوفة. وقعت الكثير من المعارك بسبب الفتن التي تعد امتدادا لفتنة مقتل عثمان، مما أدى لتشتت صف المسلمين وانقسامهم لشيعة علي الخليفة الشرعي، وشيعة عثمان المطالبين بدمه على رأسهم معاوية بن أبي سفيان الذي قاتله في صفين، وعائشة بنت أبي بكر ومعها طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام الذين قاتلوه فييوم الجمل؛ كما خرج على علي جماعة عرفوا بالخوارج وهزمهم في النهروان، وظهرت جماعات تعاديه سموا بالنواصب. واستشهد على يد عبد الرحمن بن ملجم في رمضان سنة 40 هـ 661 م.
اشتهر علي عند المسلمين بالفصاحة والحكمة، فينسب له الكثير من الأشعار والأقوال المأثورة. كما يُعدّ رمزاً للشجاعة والقوّة ويتّصف بالعدل والزُهد حسب الروايات الواردة في كتب الحديث والتاريخ. كما يُعتبر من أكبر علماء الدين في عصره علماً وفقهاً إنْ لم يكن أكبرهم على الإطلاق كما يعتقد الشيعة وبعض السنة والصوفيّة.
ميلاده ونشأته
هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب (واسمه شيبة) بن هاشم (واسمه عمرو) بن عبد مناف (واسمه المغيرة) بن قصي (واسمه زيد) بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر (واسمه قيس) وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة (واسمه عامر) بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. لا يعرف يقينا متى ولد علي بن أبي طالب، لكن بحسب بعض مصادر التراث مثل ما ورد في العمدة:24 فإنه ولد بمكة يوم الجمعة الثالث عشر من رجب بعد ثلاثين عاما من عام الفيل، أي الموافق 17 مارس 599 م أو 600 وفقا للموسوعة البريطانية [4] وتقول مصادر أخرى 23 أكتوبر 598 م أو 600 م [5]. وهو أصغر ولد أبوه أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم أحد سادات قريش والمسؤول عن السقاية فيها. ويرجع نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم أحد أنبياء الإسلام. وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، قيل أنها أولهاشمية تلد لهاشمي، [6] وكان والدا علي قد كفلا محمدا حين توفي والداه وجده وهو صغير فتربى ونشأ في بيتهما.


الكعبة، حيث ولد علي بن أبي طالب وفقا لبعض الروايات.
تضاربت الروايات بأن عليا بن أبي طالب ولد داخل الكعبة، حيث يؤكد الشيعةأنه المولود الوحيد داخل الكعبة وفقا لروايات تقول أن موضع بأحد جدران الكعبة يسمى المستجار قبل الركن اليماني قد انشق لفاطمة بنت أسد حين ضربها الطلق فدخلت الكعبةوولدت علي [7][8][9][10]. وذكر ذلك في المصادر السنية ومنها المستدرك للحاكم فجاء فيه: «تواترت الأخبار أن فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه في جوف الكعبة» [11]، وورد هذا الخبر في مواضع أخرى من كتب السنة والشيعة [12] وتضيف كتب الشيعة أنه عندما وصل خبر دخول فاطمة بنت أسد الكعبة, إلى أبي طالب أقبل هو وجماعة وحاولوا فتح باب الكعبة, حتى تصل النساء إلى فاطمة ليساعدنها على أمر الولادة, ولكنهم لم يستطيعوا فتح الباب [13] بينما ينكر بعض علماء الدين والمؤرخين السنة هذه الروايات الشيعية، حيث ضعف السيوطي سند رواية الحاكم[14]، وضعفها صاحب تهذيب الأسماء [15]، والثابت عند بعض أهل السنة هو أن حكيما بن حزام هو الذي ولد في جوف الكعبة كما أورد ذلك الحاكم والذهبي وابن حجر وغيرهم [16].تذكر بعض المصادر أن فاطمة أرادت أن تسميه أسدا أو حيدرة تيمنا بأبيها، بينما أراد أبو طالب أن يسميه زيدا، لكن محمدا سماه عليا[17]، وفي مصادر أخرى أن أمه جاءها هاتف يأمرها بتسميته علي[18]، وروي أيضا أن والده وجد لوحا مكتوب عليه أبياتا من الشعر في مدح ابنه وتسميه علي [19].
حين كان علي ما بين الخامسة والسادسة من عمره مرت بمكة سنين عسرة وضيق أثّرت على الأحوال الاقتصادية في مكة وما حولها، وكان لأبي طالب ثلاثة أبناء: علي وعقيل وجعفر، فذهب إليه الرسول محمد وعمه العباس بن عبد المطلب وعرضا عليه أن يأخذ كل منهما ولدا من أبنائه يربيه ويكفله تخفيفا للعبء الذي عليه، فأخذ العباس جعفر وأخذ محمد عليا، فتربى في بيته وكان ملازما له أينما ذهب [4][20][21]، وتذكر بعض المصادر أنه كان يذهب معه إلى غار حراء للتعبدوالصلاة [20][22][23]، كما يُذكر أنه كان قبل الإسلام حنفيا ولم يسجد لصنم قط طيلة حياته، ولهذا يقولالمسلمون "كرم الله وجهه" بعد ذكر اسمه، وقيل لأنه لم ينظر لعورة أحد قط [24].
إسلامه
أسلم علي وهو صغير، بعد أن عرض النبي محمد, الإسلام على أقاربه من بني هاشم, تنفيذا لما جاء في القرآن [25]. وقد ورد في بعض المصادر أن محمدا قد جمع أهله وأقاربه على وليمة, وعرض عليهم الإسلام، وقال أن من يؤمن به سيكون وليه ووصيه وخليفته من بعده، فلم يجبه أحد إلا عليا. سمي هذا الحديث "حديث يوم الدار" أو "إنذار يوم الدار" أو "حديث دعوة العشيرة" [26]، وقد ذكر في العديد من الكتب بروايات مختلفة منها ما أورده الطبري في تاريخه 2 ص 216 :
علي بن أبي طالب لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وأنذر عشيرتك الأقربين "، دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: يا عليُّ، إنَّ الله أمَرَنِي أنْ أُنْذِرْ عَشِيرَتِي الأقْرَبِ، فضقت بذلك ذرعا، وعرفت أنى متى أباديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره، فصمتُّ حتى جاء جبرئيل فقال: يا محمد، إنك إلا تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك، فاصنع لنا صاعا من طعام، واجعل عليه رجل شاة، واملأ لنا عسا من لبن؛ ثم اجمع لي بنى عبد المطلب حتى أكلمهم، وأبلغهم ما أمرت به، ففعلت ما أمرني به. ثد دعوتهم له؛ وهم يومئذ أربعون رجلا، يزيدون رجلا أو ينقصونه؛ فيهم أعمامه:أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب؛ فلما اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعت لهم، فجئت به، فلما وضعته تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم حذية من اللحم، فشقها بأسنانه، ثم ألقاها في نواحي الصفحة. ثم قال: خذوا بسم الله، فأكل القوم حتى ما لهم بشيء حاجة وما أرى إلا موضع أيديهم، وايم الله الذي نفس علي بيده؛ وإن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم. ثم قال: اسق القوم، فجئتهم بذلك العس، فشربوا منه حتى رووا منه جميعا، وايم الله إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله، فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكلمهم بدره أبو لهب إلى الكلام، فقال: لهدما سحركم صاحبكم ! فتفرق القوم ولم يكلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: الغد يا علي؛ إن هذا الرجل سبقني إلى ما قد سمعت من القول، فتفرق القوم قبل أن أكلمهم، فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت، ثم اجمعهم لي. قال: ففعلت، ثم جمعتهم ثم دعاني بالطعام فقربته لهم، ففعل كما فعل بالأمس، فأكلوا حتى مالهم بشيء حاجة. ثم قال: اسقهم، فجئتهم بذلك العس، فشربوا حتى رووا منه جميعا، ثم تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا بنى عبد المطلب؛ إنى والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به؛ إنى قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيتي وخلفتي فيكم ؟ قال: فأحجم القوم عنها جميعا، وقلت: وإنى لأحدثهم سنا، وأرمصهم عينا، وأعظمهم بطنا، وأحمشهم ساقا؛ أنا يا نبي الله، أكون وزيرك عليه. فأخذ برقبتي، ثم قال: إن هذا أخي ووصى ووخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا. قال: فقام القوم يضحكون، ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع.[27][28] علي بن أبي طالب
و في رواية أخرى حول إسلام علي ذكر ابن الأثير في أسد الغابة:
علي بن أبي طالب عن ابن إسحاق قال‏:‏ ثم إن علي بن أبي طالب جاء بعد ذلك اليوم- يعني بعد إسلام خديجة وصلاتها معه- قال‏:‏ فوجدهما يصليان، فقال علي‏:‏ يا محمد، ما هذا? فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏دين الله الذي اصطفى لنفسه، وبعث به رسله، فأدعوك إلى الله وإلى عبادته وكفر باللات والعزى‏"‏‏.‏فقال له علي‏:‏ هذا أمر لم أسمع به قبل اليوم، فلست بقاض أمراً حتى أحدث أبا طالب‏.‏ فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفشي عليه سره قبل أن يستعلن أمره، فقال له‏:‏ يا عليّ، إن لم تسلم فاكتم‏.‏ فمكث عليّ تلك الليلة، ثم إن الله أوقع في قلب عليّ الإسلام، فأصبح غادياً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاءه فقال‏:‏ ماذا عرضت عليّ يا محمد? فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏تشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وتكفر باللات والعزى، وتبرأ من الأنداد‏"‏‏.‏ ففعل عليّ وأسلم، ومكث عليّ يأتيه سراً خوفاً من أبي طالب، وكتم عليّ إسلامه‏.‏[22] علي بن أبي طالب
وفي رواية عن أنس بن مالك: «بعث النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين، وأسلم علي يوم الثلاثاء» [22][29].
وبهذا أصبح علي أول من أسلم من الصبيان، وذهب البعض مثل ابن اسحاق ألى أنه أول الذكور إسلاما، وإن اعتبر آخرون من أهل السنة مثل الطبري أن أبا بكر هو أول الذكور إسلاما مستندين إلى روايات تقول أن عليا لم يكن راشدا حين أسلم [30]، فالروايات تشير ألى أن عمره حين أسلم يتراوح بين تسعة أعوام وثمانية عشر عام [6][31]؛ وفي رواية أوردها الذهبي في تاريخه: «أول رجلين أسلما أبو بكر وعلي وإن أبا بكر أول من أظهر الإسلام وكان علي يكتم الإسلام فرقا من أبيه» [32]. كما كان علي أول من صلى مع محمد وزوجته خديجة بعد الإسلام [33] في حين نقل ابن سعد رواية يقول فيها علي أنه أول من أسلم.[31]
لم يهاجر علي إلى الحبشة في الهجرة الأولى حين سمح رسول الإسلام لبعض من آمن به بالهجرة إلى هناك هرباً من اضطهاد قريش. وقاسى معه مقاطعة قريش لبني هاشم وحصارهم في شعب أبي طالب [34]. كما رافق محمدا في ذهابه للطائف لنشر دعوته هناك بعد أن اشتد ايذاء قريش له [35]. مكث علي مع محمد في مكة حتى هاجر إلى المدينة.
ليلة الهجرة النبوية
Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: الهجرة النبوية
في اليوم الذي عزم فيه الرسول على الهجرة إلى يثرب، اجتمع سادات قريش في دار الندوة واتفقوا على قتله، فجمعوا من كل قبيلة شاب قوي وأمروهم بانتظاره أمام باب بيته ليضربوه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه بين القبائل. حسب اعتقاد كافة المسلمين جاء المَلَك جبريل إلى محمد وحذره من تآمر القريشيين لقتله، فطلب النبي محمد من علي بن أبي طالب أن يبيت في فراشه بدلا منه ويتغطى ببرده الأخضر ليظن الناس أن النائم هو محمد وبهذا غطي على هجرة النبي وأحبط مؤامرة أهل قريش [36]. وفي بعض الروايات أنه سأل أصحابه من يبيت على فراشه فلم يجبه إلا عليا ثلاثاً[37] ويعتبر علي أول فدائي في الإسلام بموقفه في تلك الليلة التي عرفت فيما بعد "بليلة المبيت"؛ ويروى المفسرين الشيعة في تفسير الآية القرآنية: ﴿ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله﴾ أنها نزلت في علي بن أبي طالب حين نام في فراش الرسول [38][39]. كان محمدا قد أمره أن يؤدي الأمانات إلى أهلها ففعل، حيث كان أهل قريش يضعون أماناتهم عند محمد. وكانوا في مكة يعلمون أن عليا يتبع محمدا أينما ذهب، لذا فإن بقاءه في مكة بمثابة تمويه لجعل الناس يشكون في هجرة النبي لاعتقادهم بأنه لو هاجر لأخذ عليا معه. بقي علي في مكة ثلاثة أيام حتى وصلته رسالة محمد عبر رسوله أبي واقد الليثي يأمره فيها بالهجرة للمدينة.[40][41]
حياته في المدينة



مسار الهجرة إلى يثرب؛ وأهم غزوات محمد وفتوحات الخلفاء الراشدون.
هجرته
خرج علي للهجرة إلى المدينة وهو في الثانية والعشرين من عمره، وحسب رواية ابن الأثير في أسد الغابة فقد خرج علي وحيدا يمشي الليل ويكمن النهار [22][42]. بينما تذكر مصادر أخرى أنه اصطحب ركبا من النساء هن: أمه فاطمة بنت أسد وفاطمة بنت محمد وفاطمة بنت الزبير وزاد البعض فاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب أو ما سمي بـركب الفواطم. ولم تمض غير أيام قليلة حتى وصل علي إلى قباء حيث انتظره رسول الله صلى الله عليه وسلم بها ورفض الرحيل قبل أن يصل علي الذي كان قد أنهكه السفر وتورمت قدماه حتى نزف منهما الدم. وبعد وصوله بيومين نزل علي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة [40][41]. حين وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة قام بما عرف بمؤاخاة المهاجرين والأنصار وآخى بين علي وبين نفسه وقال له: «أنت أخي في الدنيا والآخرة»[43][44].
زواجه
في شهر صفر من السنة الثانية من الهجرة زوجه محمد ابنته فاطمة ولم يتزوج بأخرى في حياتها، وقد روي أن تزويج فاطمة من علي كان بأمر من الله، حيث توالى الصحابة على محمد لخطبتها إلا أنه ردهم جميعا حتى أتى الأمر بتزويج فاطمة من علي [45]، فأصدقها علي درعه الحطمية ويقال أنه باع بعيرا له وأصدقها ثمنه الذي بلغ 480 درهما على أغلب الأقوال [46]. وأنجب منها الحسن والحسين في السنتين الثالثة والرابعة من الهجرة على التوالي [47]، كما أنجب زينب بنت علي وأم كلثوم بنت علي والمحسن بن علي، والأخير حوله خلاف تاريخي حيث يروى أنه قتل وهو جنين يوم حرق الدار، وفي روايات أخرى أنه ولد ومات في حياة النبي، في حين ينكر بعض السنة وجوده من الأساس. في أكثر من مناسبة صرح محمد أن علي وفاطمة والحسن والحسين هم أهل بيته مثلما في حديث المباهلة وحديث الكساء [48]، ويروى أنه كان يمر بدار علي لإيقاظهم لآداء صلاة الفجر ويتلو آية التطهير[49][50].

أعماله في عهد النبي

كان عليا موضع ثقة رسول الله محمد، فكان أحد كتاب القرآن أو كتاب الوحي الذين يدونون القرآن في حياة النبي محمد. وكان أحد سفرائه الذين يحملون الرسائل ويدعون القبائل للإسلام، واستشاره محمد في الكثير من الأمور مثلما استشاره في ما يعرف بحادثة الإفك [47]. شهد بيعة الرضوان وأمره محمد حينها بتدوين وثيقة صلح الحديبية وأشهده عليه [51][52]. يروى في الاستيعاب أن محمد بعث خالد بن الوليد إلى اليمن ليدعوهم فبقي هناك ستة أشهر فلم يجبه أحد فبعث محمد بعلي إلى اليمن فأسلمت على يديه قبيلة همدان كلها، وتتابع بعدها أهل اليمن في الدخول إلى الإسلام [6]؛ ولم تكن هذة المرة الأخيرة التي يذهب فيها علي إلى اليمن حيث ولاه محمد قضاء اليمن لما عرف عنه من عدل وحكمة في القضاء، فنصحه ودعا له، ثم أرسله إلى هناك سنة 8 هـ ومكث به عام واحد [53][54]. كما ساهم في فض النزاعات وتسوية الصراعات بين بعض القبائل[4]. ورد في الكامل أنه عند فتح مكة أراد سعد بن عبادة دخول مكة مقاتلاً عكس ما أمر به محمد حيث أنه أراد دخول مكة بلا قتال، فحين سمع محمد ذلك أرسل علي خلف سعد فلحقه وأخذ الراية منه ودخل بها مكة، بعدها أمره محمد بكسر الأصنام التي كانت حول الكعبة [55].
غزواته مع محمد
شهد علي جميع المعارك معه إلا غزوة تبوك خلفه فيها على المدينة وعلى عياله بعده وقال له‏:‏ ‏"‏ أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ‏"، وسلم له الراية في الكثير من المعارك [6][22]. عرف علي بن أبي طالب ببراعته وقوته في القتال، وقد تجلى هذا في غزوات الرسول؛ ففي غزوة بدر، هزم علي الوليد بن عتبة، وقتل ما يزيد عن 20 من المشركين [56]. وغزوة أحد قتل طلحة بن عبد العزى حامل لواء قريش في المعركة، وأرسله محمد إلى فدك فأخذها في سنة 6 هـ[57]. وفي غزوة الأحزاب قتل عمرو بن ود العامري أحد فرسان العرب وفي غزوة خيبر، هزم فارس اليهود مرحب، وبعد أن عجز جيش المسلمين مرتين عن اقتحام حصن اليهود، قال محمد: «لأدفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ويفتح عليه» فأعطاها لعلي ليقود الجيش، وفتح الحصن وتحقق النصر للمسلمين [58][59]. وقيل إنه اقتحم حصن خيبر متخذاّ الباب درعا له لشدة قوته في القتال. وكان ممن ثبت مع محمد في غزوة حنين [44]. وكان لعلي سيف شهير أعطاه له محمد في غزوة أحد عرف باسم ذو الفقار [47] كما أهداه محمد درعا عرفت بالحطمية ويقال أنها سميت بهذا الاسم لكثرة السيوف التي تحطمت عليها.
غدير خم
Crystal Clear app kdict.png انظر أيضا: غدير خم
في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة عام العاشر هجرياً بعد أن أتم النبي محمد مناسك حجة الوداع وخرج المسلمون عائدين لديارهم، توقف عند مكان يقال له غدير خم وخطب في المسلمين خطبة اختلفت الروايات حولها ولكن يجمع المؤرخون أنه جاء فيها«من كنت مولاه فعلي مولاه».
عندما ننظر إلى رواة حديث الغدير ، في المقام الأول اسما مألوفا العزيز النبي ( صلى الله عليه و HP ) أن الإمام علي ( عليه السلام) ، فاطمة الزهراء (عليه السلام ) ، الإمام الحسن (ع) و الإمام حسين (عليه السلام ) سيتبين التالي في ترتيب ما يقرب من 110 طن من صحابة النبي ( 4 ) يظهر في أسماء الصحابة مثل :

1 - أبو بكر بن أبي - Qhafh


2 - عمر بن الخطاب


3 - عثمان بن عفان

4 - عائشة بنت Abybkr


5 - سلمان الفارسي


6 - أبو ذر الغفاري

7 - عمار ياسر


8 - الزبير بن العموم


9 - عباس بن عبد

10 - أم سلمة


11 - زيد بن أرقم


12 - جابر بن عبد الله الأنصاري

13 - أبو هريرة


14 - عبد الله بن عمر بن الخطاب






وجذب انتباه شخص أن كل منهم كان حاضرا في الغدير الغدير الحديث قد رواه بدون وسطاء . ثم أتباع ( 5 ) ، وروى حديث الغدير من 83 طن من أتباع هو أنها يمكن أن تشمل ما يلي:

1 - Asbgh بن Nbath

2 - سالم بن عبدالله بن عمر بن الخطاب

3 - سعيد بن جبير

4 - سليم بن قيس

5 - عمر بن عبد العزيز ( الخليفة الأموي )

و استشهد .

أتباع بين علماء السنة من القرن الثاني حتى القرن الثالث عشر ، وقد روى حديث غدير 360 طن في كتاباته أن ثلاثة أعضاء من أصحاب مغلق Sihah ( Sihah ستة ) ( 6 ) واثنين من قادة الفقه السني ( 7 ) هي أيضا في مكان بأعداد كبيرة. ( 8 )تقول المصادر الشيعية أن في هذا اليوم نزلت الآية ﴿اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا﴾ (سورة المائدة:الآية 3) ويفسرونها بأن إتمام الدين هو الإيمان بالإمام والولي علي بن أبي طالب من بعد الرسول محمد [60][61]، وتقول مصادرهم أن جميع المسلمين والمسلمات قد بايعوه في هذا اليوم على السمع والطاعة [62]. من وجهة النظر السنية وصية النبي محمد في علي لا تدل على استخلافه من بعده وإنما تدل على مكانته، كما ينكر السنة حدوث المبايعة أو نزول الآية في هذا اليوم [63].
بعد وفاة محمد

تعد الفترة من بعد موت محمد من أكثر المواضع الخلافية في التاريخ الإسلامي وخاصة فيما يتعلق بعلي بن أبي طالب وعلاقته بالصحابة، ويتخذ الخلاف منحى عقائدي حيث يرفض رجال الدين السنة والشيعة الروايات التي تعارض عقيدتهم، ويؤيدهم في ذلك علماء الجرح والتعديل من ناحية سند الروايات.
اختيار الخليفة
بعد وفاة النبي محمد قام علي بتغسيل وتجهيز جثمانه للدفن، وفي هذه الأثناء اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة ورشحوا سعد بن عبادة ليكون خليفة للمسلمين، وحين سمع أبو بكر وعمر بهذا توجها إلى السقيفة وأكدوا على أحقية المهاجرين بالخلافة كما تقول المصادر السنية ودار جدال بينهم، في النهاية تم اختيار أبي بكر ليكون خليفة النبي، بعدها توجهوا لبيت علي لأخذ البيعة منه.[64][65]
يروي بعض المؤرخين أن عليا كان مقتنعا بأحقيته في الخلافة،[66] واعتقد أن المسلمين سيختاروه في السقيفة، فقال حين وصله نبأ ترشيح الأنصار لسعد بن عبادة: «لو كانت الامامة فيهم، لم تكن الوصيّة بهم» ثم قال: «فماذا قالت قريش؟» قالوا: «احتجّت بأنّها شجرة الرسول»، فقال: «احتجّوا بالشجرة وأضاعوا الثمرّة»،[67] فاجتمع علي وبعض الصحابة المحتجين على خلافة أبي بكر في بيت علي ومنهم طلحة بن عبيد الله, الزبير بن العوام وأمه صفية عمة النبي، ولكن السنة يصححون رواية تقول أنه تقبل الأمر ورضي بخلافة أبي بكر،[68][69][70] كما وافقهم في هذا بعض الفقهاء الشيعة أمثال محمد حسين كاشف الغطاء في كتاب أصل الشيعة وأصولها حيث قال أن علي قد بايع وسالم. وتؤكد بعض المصادر أن علي بن أبي طالب احتفظ بدور كبير خلال عهود الخلفاء الثلاثة الذين سبقوه، وكانوا يستشيروه في الكثير من الأمور.[71]
بينما يؤكد أغلب الشيعة وبعض الباحثين المعاصرين روايات تقول أنه بايع كارها وتنفي بعضها مبايعته لأبي بكر.[64] كما يعتبر علماء الشيعة الكثير من الصحابة مرتدين وخارجين عن الإسلام لرفضهم إمامة علي وتخاذلهم عن نصرته باستثناء القليل منهم لا يعرف عددهم تحديدا فيقال ثلاثة أو أربعة منهم، وفي روايات أخرى سبعة،[72] ويصل عددهم في بعض الروايات إلى سبعمائة [73][74] كما تضاربت الروايات حول هويتهم فيذكر منهم الزبير بن العوام, طلحة بن عبيد الله, العباس بن عبد المطلب, الفضل بن العباس, خالد بن سعيد بن العاص, المقداد بن عمرو, سلمان الفارسي, عمار بن ياسر, أبو ذر الغفاري, البراء بن عازب, وأبي بن كعب،[75] وهناك روايات في كتب الشيعة تقول أن بني هاشم لم يبايعوا أبو بكر.[64] تقول الروايات الشيعية أن منزل علي تعرض للاقتحام أكثر من مرة وتعرضت زوجته للضرب وكسر ضلعها وإجهاض جنينها المحسن حين عصرها عمر بن الخطاب، وفي بعض الروايات قنفذ مولى عمر- بين باب منزلها والحائط،[76][77][78] وهدد عمر بن الخطاب -حسب الروايات الشيعية- بحرق البيت فخرج إليه الزبير بن العوام مستلا سيفه لكنه تعثر فأخذوا منه سيفه، بينما تنفي الروايات السنية حصول هذا الأمر، وأن الصحابة كانوا متآلفين، وذكر سليم بن قيس في كتابه أن عليا -حسب وجهة النظر الشيعية- رُبط بالحبال وتكالب عليه الناس أثناء مقاومته لمهاجمي داره وكاد أن يُقتل لولا أن حال بينه وبينهم زوجته فاطمة.[79][80] على الرغم من ذلك يصحح رجال الدين الشيعة كذلك روايات مفادها أن علي بن أبي طالب التزم بمبدأ التقية مع أنهم يعدون الصحابة مغتصبين لإرث النبوة، ولم يطالب علي بحقه في القصاص لزوجته طوال فترة حكم الخلفاء الثلاثة مما يعتبره السنة موقف لا يليق بعلي بن أبي طالب كما ينكرون حدوث هذا الأمر من الأصل، بينما يقول الشيعة بأنه التزام بوصية أوصاه بها محمد قبل وفاته -حسب الروايات الشيعية وينكرها السنة- جاء فيها: «يا علي ستغدر بك الأمة من بعدي، فقلت يا رسول الله فما تعهد إلي إذا كان كذلك؟ فقال: إن وجدت أعوانا فانبذ إليهم وجاهدهم. وإن لم تجد أعوانا فكف يدك واحقن دمك حتى تجد على إقامة الدين وكتاب الله وسنتي أعوانا»،[81]. فاستنصر علي القوم فلم يجبه غير أربعة أو خمسة [82][83] لكن علي قال لو كانوا أربعين رجلا لقاوم، فبايع كارها متبعا الوصية وحقناً لدمه؛[84] وفي رواية أخرى أوردها اليعقوبي أن أبا سفيان بن حرب بايع عليا، وذهب خالد بن سعيد إلى علي يبايعه قائلا له: «هلم أبايعك، فو الله ما في الناس أحد أولى بمقام محمد منك» فأقبل عليه أربعون رجلا فبايعوه، واعتزلوا في بيت علي وبلغ أبا بكر وعمر أن جماعة من المهاجرين والأنصار قد اجتمعوا مع علي بن أبي طالب، فأتوا في جماعة واقتحموا البيت واشتبك عمر مع علي -حسب الروايات الشيعية التي ينكرها السنة- إلا أن فاطمة زوجة علي هددتهم قائلة: «والله لتخرجن أو لأكشفن شعري ولأعجن إلى الله!» فخرجوا وأقام أتباع علي في بيته أياما لكنهم خرجوا واحدا تلو الآخر يبايعون أبي بكر ولم يبق إلا عليا، فبايع بعدها بستة أشهر.[75] بعدها مكث في بيته حتى جمع القرآن،[85] كما أنه اعتزل العمل السياسي وتفرغ لخدمة أهله وزراعة الحدائق والبساتين وحفر الآبار التي تعرف حاليا بآبار علي.
في عهد أبي بكر
بعد أن شيع أبو بكر جيش أسامة بن زيد جعل كبار الصحابة - ومنهم علي بن أبي طالب - على منافذ المدينة لحمايتها من أي اعتداء، و استشاره أبو بكر قبل أن يحارب المرتدين وأيضا قبل المضي في غزو الروم، و شارك في جنازة أبي بكر [70][75][86]. في حين تنكر روايات أخرى مشاركته في حروب الردة أو جنازة أبي بكر. جاء في الكامل أن القضاء في عهد أبي بكر كان لعلي بن أبي طالب [87].
جدير بالذكر أن علي بن أبي طالب كان في صف زوجته فاطمة في مطالبتها بميراث أبيها، حيث اعتبرا أرض فدك من حق فاطمة كنحلة نحلها إياها محمد في حياته كما جاء في بعض الروايات [88][89]، بينما انكر أبو بكر ومعه عمر بن الخطاب كونها نحلة، بل اعتبراها ميراثا من محمد وقالا بأن الأنبياء لا يورثون وأن ما تركوه صدقة ويستند أبوا بكر ألى حديث قال أنه سمعه من الرسول: «لا نورث، ما تركنا صدقة»[90]. ويقول الشيعة أن فاطمة قد جاهرت بالرد عليه في مسجد النبي بالخطبة المعروفة بالفدكية [91]؛ في حين روى البيهقي أن أبا بكر أتى فاطمة يترضاها، فسألت علي أتحب أن آذن له؟ فقال نعم، فأذنت له، فدخل عليها يترضاها حتى رضيت [92].
في خلافة أبي بكر، بعد وفاة محمد بحوالي ستة أشهر حسب أغلب الأقوال توفيت زوجته فاطمة، ويروى أنها أوصت بأن يبقى مكان دفنها سرا، فدفنها ليلا في مكان مجهول وصلى عليها وابناه الحسن والحسين، وفي روايات صلى عليها عدد قليل من الصحابة واختلفت الروايات حول هويتهم [93][94]؛ وفي روايات أخرى يروى أنه دفنها في البقيع وقام كبار الصحابة, ومنهم أبو بكر, بالصلاة عليها [95].
بعد وفاة أبي بكر تزوج علي بن أبي طالب أرملته أسماء بنت عميس، وكفل ابنها محمد بن أبي بكر، فتربى في بيته، وأصبح من كبار شيعته فيما بعد [96].
Crystal Clear app kdict.png انظر أيضا: مظلومية الزهراء

في عهد عمر بن الخطاب
كان علي قاضي عمر على المدينة ويقال في بعض المصادر التاريخية أن عمر لم يكن له قاض[96]، وكان يستشيره عمر في كثير من القضايا والأمور الفقهية والسياسية ويعمل بمشورته [97]، فيروى في تاريخ الطبري أن عليا اقترح على عمر البدء باستخدام التقويم الهجري [98]. كما يروى أنه استشار علي بن أبي طالب في تسلم مدينة بيت المقدس من الروم فأشار عليه بالذهاب بنفسه لاستلامها فأخذ بمشورته وولاه على المدينة في غيابه [99][100]. وفي العديد من المواقف المعقدة التي احتاجت دراية بالأحكام الفقهية كان علي بن أبي طالب يقدم لعمر الحكم الإسلامي فيها، حتى قال عمر في ذلك: «لولا علي لهلك عمر» [101]، وينسب لعمر كذلك أنه قال «أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن».[102]
تذكر مصادر أخرى مثل الكامل وأسد الغابة أن عمر تزوج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب [103][104]. وكان عمر قد قام برد العقارات بفدك وخيبر إلى علي والعباس وبني هاشم[105]، وكذلك كان عمر يضع علي بن أبي طالب في المرتبة الثانية في عطايا بيت المال بعد العباس عم محمد. حين كان عمر يحتضر، رشح ستة للخلافة من بعده منهم علي بن أبي طالب [106].
في عهد عثمان بن عفان
تمت التصفية بين المرشحين الستة الذين رشحهم عمر قبل وفاته عن طريق عبد الرحمن بن عوف، وتم التوصل للمرشحين النهائيين وهما عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب. بحسب الروايات في كتب السنة تم اختيار عثمان في النهاية وقام علي بن أبي طالب بمبايعته على كتاب الله وسنة رسوله وسنة الخليفتين أبي بكر وعمر؛ وعلى النقيض تذكر كتب الشيعة أن عبد الرحمن بن عوف عرض الخلافة على علي متبعا كتاب الله وسنة رسوله وسنة الخليفتين إلا أن عليا رفض الشرط الأخير في حين قبله عثمان فبايع ابن عوف عثمان وبايعه الناس، ثم بايعه علي على مضض [107][108]، ويروى أنه قال بعد اختيار عثمان: «حبوته حبو دهر. ليس هذا أول يوم تظاهرتم فيه علينا يعني بني أمية فصبر جميل واللَّه المستعان على ما تصفون. واللَّه ما وليت عثمان إلا ليرد الأمر إليك. واللَّه كل يوم هو في شأن» فقال له ابن عوف: «يا علي، لا تجعل على نفسك سبيلًا فإني نظرت وشاورت الناس، فإذا هم لا يعدلون بعثمان» فرد علي قائلا: «سيبلغ الكتاب أجله». كما يذكر أن هناك فئة أرادت الخلافة لعلي ونصحوا عبد الرحمن بن عوف باختياره مثل عمار بن ياسر والمقداد بن الأسود، لكن عبد الرحمن أخذ بمشورة آخرين مثل ابن أبي سرح وعبد الله بن أبي ربيعة [109].
احتفظ علي بن أبي طالب بمكانته الدينية والاجتماعية في عهد عثمان، فكان يعطيه المشورة دائما، ويعتبره بعض المؤرخين مثل مادلونغ بمثابة كابح لعثمان حينما بدأت سيطرة الأمويين على الأمور مثلما عمل على حماية بعض الصحابة من إساءة الأمويين لهم مثل ابن مسعود وأبي ذر الغفاري وعمار بن ياسر، وحين قام بإقامة الحد على الوليد بن عقبة، وإنكاره على عثمان عمرة رجب كما ورد في سيرة ابن حبان [110]. إلا أن علاقة علي بعثمان تبقى موضع خلاف، فهناك من يعتبره من كبار رجال المعارضة [111]، وآخرون يعدوه مستشارا له وليس معارضا [55].
عندما وقعت الفتنة الأولى وجاء الثوار من الكوفة والبصرة ومصر مطالبين بعزل عثمان، أصبح علي بمثابة وسيط بين الثوار وعثمان، فكانوا يذهبون إليه ويستمع لشكواهم ومطالبهم ثم يذهب بها إلى عثمان ويناقشه حولها، فيروى مما قاله له: «إن معاوية يقطع الأمور دونك، وأنت تعلمها فيقول للناس هذا أمر عثمان فيبلغك ولا تغيّر على معاوية». كما طلب منه عثمان بن عفان أن يخرج للثوار المصريين فيقنعهم بالرجوع ففعل، وفي مختصر تاريخ دمشق أن علي أخبر عثمان أنهم يريدون تغيير واليهم فولى عليهم محمد بن أبي بكر، لكن في طريق عودتهم وجدوا غلاما أرسله مروان بن الحكم برسالة لوالي مصر باسم الخليفة يأمره فيها بأن يبقى في منصبه وسمح له بقتل الثوار وحبس من يحاول أن يذهب للخليفة متظلما، فعادوا بالرسالة إلى عثمان الذي أنكر صلته بها لكنهم حاصروه في بيته. وأثناء الحصار كان عليا يؤم الناس في الصلاة، فأرسل علي بن أبي طالب ولديه الحسن والحسين لمنع الثوار من اقتحام بيت الخليفة [112]. بعث عثمان إلى علي مرة أخرى يطلب منه أن يكف الثوار فذهب إليهم فعرضوا عليه مطالبهم كرد المظالم وعزل من كرهوا من الولاة وأمهلوه فترة من الزمن لكن عثمان لم ينفذ المطالب فذهبوا إليه فأبى أن ينفذها، فمنعوه الطعام والشراب. يروى أنه لما اشتد الحصار على عثمان ذهب إليه علي معتمرا عمامة محمد ومتقلدا سيفه ومعه نفر من الرجال من ضمنهم ابنه الحسن وعرضوا عليه قتال الثوار إلا أن عثمان رفض أن يراق الدم بسببه [109]. استمر الحصار 40 يوما إلى أن استطاع الثوار اقتحام الدار من الخلف وقتلوه [113].
يرى السنة أن سبب الفتنة مؤامرة من شخص يهودي ادعى الإسلام يسمى عبد الله بن سبأ الذي خلق الفتنة لتدمير الدولة الإسلامية. بينما يرجع بعض الباحثين وقوع الفتنة إلى سياسات عثمان، فالثوار رؤوا في علي بن أبي طالب المنقذ الذي سيخلصهم من ولاة بني أمية الفاسدين الذين عينهم عثمان، ويصلح الأحوال الاقتصادية حيث اتسعت الفوارق الطبقية بسبب سياسات عثمان في تفضيل بني أمية وبعض الصحابة ومنحهم العطايا والهبات من بيت المال وخمس الغنائم [111][114][115][116]. لكن بحسب بعض المؤرخين مثل ابن خلدون فإن الثوار المصريين فقط هم من أرادوا خلافة علي، في حين أراد أهل الكوفة الزبير بن العوام، وكان هوى أهل البصرة في طلحة بن عبيد الله. يتهم البعض علي بالتحريض على قتل عثمان للاستحواذ على السلطة وذلك لوجود شيعته ضمن الثوار وضمن قتلة عثمان مثل محمد بن أبي بكر بحسب رسالة نائلة بنت الفرافصة زوجة عثمان إلى معاوية بن أبي سفيان؛ لكن يشكك الكثيرين في هذا الطرح نظرا لضعف تأييد قريش لعلي مما لا يضمن وصول السلطة له في حال مقتل عثمان، كما يؤكد مادلونغ عدم وجود دليل على علاقة علي بالثوار [117]؛ إضافة لهذا فهناك مصادر تروي غضب علي بن أبي طالب حين وصوله خبر مقتل عثمان وبكائه وترحمه عليه، وتوجيه اللوم لولديه ومن كان معهما ممن يمنعون الثوار من قتل عثمان [109].
هو أفضل هذه الأمة مناقب، وأجمعها سوابق، وأعلمها بالكتاب والسنة، وأكثرها إخلاصاً لله تعالى وعبادة له، وجهاداً في سبيل دينه، فلولا سيفه لما قام الدين، ولا انهدت صولة الكافرين.
المدن القريبة:
الإحداثيات:   31°59'45"N   44°18'53"E

التعليقات

  • السلام عليك يا اسد الله الغالب يا علي ابن ابي طالب
  • السلام عليك يا اسد الله الغالب يا علي ابن ابي طالب
  • السلام عليك يا اسد الله الغالب
  • السلام عليك يا داحي باب خيبر
  • السلام على من وصفه الرسول عندما قال ظهر الايمان كله الى الشرك كله السلام عليك يا امامي يا امير المؤمنين ثبتنا الله على حبكم وحب محبيكم الى يوم الدين
  • السلام على من حبه ايمان وبغضه كفر
  • السلام عليك يا مولاي السلام عليك ويا حبيبي
  • السلام عليك يا ابا الحسن
  • عليك مني سلام الله يا سيدي ومولاي يا ابا الحسن
  • السلام عليكـ ياجدي يابن عم رسول الله وأخوه اني اتيتكـ راجياً أن تشفع لي يوم القيامة يامولاي
  • السلام عليك يا مولاي يا امير المؤمنين اللهم ارزقني في الدنيا زيارته و في الاخرة شفاعته
  • بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليك يا أمير المؤمنين يانفس الرسول صلى الله عليه وآله وسلم اللهم إكتب لنا بزيارتهم وشفاعتهم يالله
  • السلام على قسيم النار والجنة.
  • السلام على امير المؤمنين ابا الحسنين عليهم السلام
  • السلام عليك يامولاي
  • السلام عليك يا امير المؤمنين السلام عليك يا اسد الله الغالب
  • السلام عليك يا مولاي يا امير المؤمنين اللهم ارزقني في الدنيا زيارته و في الاخرة شفاعته
  • اظهر جميع التعليقات
  •  10 كيلو متر
  •  59 كيلو متر
  •  83 كيلو متر
  •  166 كيلو متر
  •  174 كيلو متر
  •  195 كيلو متر
  •  398 كيلو متر
  •  477 كيلو متر
  •  497 كيلو متر
  •  508 كيلو متر