KASBAH BOUALOUANE MOULAY ISMAIL

 camping, ruined castle (en), historic ruins (en)

بولعوان مدينة مغربية سادت ثم بادت
يخبرنا الوزان الذي زار المنطقة خلال أوائل القرن السادس عشر الميلادي أن بولعوان مدينة صغيرة مبنية على ضفة نهر أم الربيع بها 500كانون أي دار وكان يسكن بها عدد من النبلاء الكرماء وكانت تقع عند منتصف الطريق بين فاس ومراكش . وقد شيد سكان هذه المدينة بناية من عدة غرف على شكل اصطبل عظيم ، وكان الذين يمرون من هذه المدينة يستضافون بإكرام في هذه الدار على نفقة السكان ، لأنهم أغنياء جدا بماشيتهم وحبوبهم
ويذكر مارمول الذي أتى بعد الوزان في كتابه الذي ألفه بين سنة1573 وسنة1599بولعوان مدينة حسنة على نهر أم الربيع تحيط بها أسوار وأبراج قديمة في موقع مناسب ، أسسها عبد المومن الموحدي ملك مراكس. وتضم500دار وسكانها أغنياء وكلهم حراثون وفلاحون يكسبون أراضي كثيرة للحرث وكمية هائلة من الماشية في أراضي صالحة للرعي. ويبدو أن الثراء ورغد العيش الذي كان يعيش فيه أهل بولعوان حرك نحوها أطماع القوى التي كانت تتنازع فيما بينها على حكم البلاد والعباد خلال القرنالميلادي 16،مما عجل بخرابها بعد احتلال البرتغاليين لأزمور عام1513ميلادية اذ طبقوا سياسة عدائية ضد أهل المنطقة المكونين من أهل الشاوية وأهل دكالة وتمثلت هذه السياسة في شن غزوات منظمة سريعة وفتاكة استهدفت الحصول على غنائم وأسرى يباعون كعبيد ،وإكراه الباقي على أداء الضرائب لعاهل البرتغال ، وهذا الوضع دفع السكان الى الاستغاثة بالسلطان الوطاسي بفاس طلبا للحماية ، فأوفد أخاه الناصر الى المنطقة على راس جيش كبير واشتبكوا مع البرتغاليين في معركة شرسة سميت بمعركة بولعوان ومعركة الجمعة بسبب وقوعها يوم الجمعة 14أبريل1514ميلادية فانسحب جيش سلطان فاس وهرب من أهالي المدينة من هرب الى منطقة تادلة وتركوا بيوتهم وممتلكاتهم وراءهم عرضة للنهب وهكذا ظلت بولعوان مهجورة قرابة ثلاثة عقود قبل أن يستقر السكان فيها مجددا ابتداءا من 1541لكنها لم تعد بنفس الحجم من الغنى والثراء التي كانت عليهما من قبل .وبفيت بلعوان شبه مهجورة لزمن طويل الى أن أمر السلطان المولى إسماعيل سنة 1710ميلادية بتشييد قلعة أو قصبة على الطريق الريسي بين فاس ومراكش واختار لها موقعا فريدا على مرتفع صخري يطل على نهر أم الربيع غير بعيد عن أطلال مدينة بولعوان البائدة.