Wikimapia is a multilingual open-content collaborative map, where anyone can create place tags and share their knowledge.

aghdjor agouim

Morocco / Souss Massa-Draa / Ouarzazate /
 التاريخية  أضف تصنيف
 إضافة صوره

الباحثون عن الكنوز يدمرون الآثار

تهديد بشري عبثي يحذر منه يوسف بوقبوط، الذي وصف تأثير سلوك المهربين وتجار القطع الأثرية على هذا المخزون النفيس بأنه "مخيف ومريع"، وقال: "الباحثون عن الكنوز يأتون في جنح الظلام ويقومون بتدمير أربعة إلى خمسة قبور في ساعات معدودات، في حين أن دراسة هذا العدد من قبل عالم الآثار الذي تؤطره أهداف علمية بحتة يتطلب شهورا عديدة وبعثات ونفقات مادية مهمة". وأضاف: "القدرة التخريبية الرهيبة لهذه الفئة أدت إلى اندثار عدد هائل من النقوش الصخرية والمدافن، أو ما يسمى بالقبور الجنائزية أو "الرجوم"، وهي مقابر رصت فوقها أحجار بعناية وبباطنها رفات بشر عمروا في مرحلة تعود لما قبل التاريخ، وكانوا يدفنون معهم جميع ما كانوا يستعملونه في حياتهم اليومية، وهي أغراض ذات قيمة حضارية وتاريخية لا يختلف حولها الباحثون".

إلى جانب "الكنازين"، يبرز من خلال الشهادات عنصر آخر مرتبط بالمشاريع التي تقام على أنقاض العديد من النقوش الصخرية والمدافن،في هذا السياق يدق الباحث الأثري عزيز الخياري ناقوس الخطر من أجل إنقاذ كنوز نفيسة بمنطقة أوكيمدن، ويؤكد أنها الوحيدة بشمال إفريقيا التي تؤرخ للمرحلة البرونزية، والتي تعرضت للاندثار بفعل مشروع سياحي تم تنفيذه بالمنطقة، مشددين على ضرورة جعل هذا التراث الأثري جزءا من المشروع في إطار السياحة الثقافية وعدم تجاهل قيمته التاريخية والجمالية.

سرد النماذج المهددة بالاندثار لا يمكن أن يمر من دون التوقف عند نموذج القبور الجنائزية لوادي اشبيكة قرب طانطان، والتي قارن الباحث يوسف بوقبوط قيمتها التاريخية بمعالم شامخة، مثل الكتبية وصومعة حسان،والتي كانت تستقطب العديد من الزوار الأجانب مشيراً الى مد الطريق الرابط بين أبطيح والسمارة في إطار مشروع وادي اشبيكة أتى على جميع الأحجار التي استعملت في تشييد هذه الطريق.

وإلى جانب الدمار الذي يخلفه الكنازون والمشاريع الكبرى يبقى للنهب نصيب وافر، وإن كان ذوو المعرفة والمتدخلون في القطاع يتحفظون عن إمكانية الحديث عن ممارسة النهب في إطار شبكات منظمة، فإنهم يقرون في المقابل أن النهب متواصل ونشيط، وأن العديد من الكنوز تجد طريقا سالكا نحو تأثيث فضاءات أخرى عوض أن تتخذ موضعها في المتاحف، أو أن تتم صيانتها وتحصينها بحراسة فعالة بعين المكان، من أهم الأمثلة نقيشة صخرية بمنطقة اعزيب نكيس بالقرب من أوكيمدن تؤرخ لبداية الكتابة بالمغرب، والتي خلقت جدلا واسعا في الأوساط الأثرية على الصعيدين المحلي والعالمي، إلا أن نصفها طاله الدمار والتخريب كما جاء على لسان يوسف بوقبوط، الذي أبرز أن مواقع أخرى بأقا وفم لحسن وأنيف وطاطا اندثرت بالكامل.

عندما يقترن الخراب والنهب بقلة الدراسات والأبحاث التي اشتغلت على هذه الكنوز، فالكارثة تكون أعظم.يقول بوقبوط إنه من أصل 1500 قبر جنائزي بمقبرة جبل بوية تمت دراسة ثلاثة منها فقط، ومن أصل 10 آلاف قبر بمقبرة فم لرجم بامحاميد الغزلان بزاكورة لم تدرس سوى خمسة قبور مكنت من اكتشافات مهمة.

يأتي تأكيد العجز البحثي على لسان مسؤول في الميدان، إذ أكد أن نسبة الدراسات التي اشتغلت على الرجوم والنقوش الصخرية لا تمثل تقريبا إلا 1 في المائة من مجموع الكنوز، حسب عمر أكراز، مدير المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، الذي يرجع الأسباب إلى شساعة المساحات التي توجد بها هذه الرجوم والنقوش الصخرية، وضعف الإمكانية المادية المرصودة للبحث وقلة الموارد البشرية، مشددا على الدور الذي يقوم به المعهد والمصالح التابعة للوزارة، من خلال العمل على إيفاد بعثات سنوية (ما بين ثلاث إلى أربع بعثات) لإجراء بحوث ميدانية والقيام بالدراسات اللازمة، على أن تخفيف العبء يحتم، حسب أكراز، انخراط الجامعة في هذا المشروع الكبير، سواء عبر إجراء أبحاث أو تكوين متخصصين في المجال، وذلك لتعزيز المجهودات التي تقوم بها البعثات التابعة للمعهد.

ولحماية هذا التراث، يقترح يوسف بوكبوط تكثيف الحملات التحسيسية وتوعية الساكنة المحلية بأهمية هذه الكنوز الأثرية، وتحيين القانون المتعلق بالآثار، وجعل هذا التراث يدخل ضمن أولويات السياسة الحكومية، واعتماد سياسة للقرب عبر إشراك الجماعات المحلية في الأعمال المرتبطة بصيانة هذا التراث النفيس من خلال توظيف متخصصين وتوظيف حراس على المواقع المهمة، وذلك بشراكة مع وزارة الثقافة ممثلة في مديرية التراث والمعهد الوطني لعلوم الآثار فضلا عن إقامة جمارك وشرطة للتراث.

أمام هذا الواقع الملبد بالشك حول مستقبل ثروة لا تقدر بثمن، تقوم مديرية التراث التابعة لوزارة الثقافة بمجهودات بغية تثمين وصيانة الكنوز الأثرية. وبالرغم من كون عبد الله صالح، مدير مديرية التراث، لا يخفي صعوبة المهمة بالنظر

شساعة المساحة التي تتواجد بها النقوش الصخرية والمدافن، ولكون المديرية والشركاء يشتغلون على المواقع الكبرى فقط بسبب استحالة مراقبتها جميعا، فإنه أكد على أن العمل جار لتحيين القانون رقم 80 -22 المتعلق بالآثار بشكل يمكن من تجاوز الفراغات، مضيفا أنه يتم الاشتغال أيضا على ميثاق وطني للتراث الطبيعي والثقافي.

وفي سياق طرحه للمبادرات التي تم القيام بها بغرض صيانة النقوش الصخرية، ذكر صالح بعمليات الجرد التي همت منذ 2007 مواقع بالحوز وطاطا وكلميم والسمارة وأوسرد وفكيك وبوعرفة، وبخلق ست محافظات بكل من كلميم وطاطا وزاكورة والسمارة، تتوفر على حراس في إطار شراكة مع السلطات المحلية خاصة بالسمارة وزاكورة، مشددا على الدور الذي يقوم به رجال السلطة والدرك والجمارك في هذا المجال.

وأكد المسؤول بوزارة الثقافة أن هذه المشاريع ستساهم في تعزيز المجهودات الرامية إلى صيانة وتثمين الكنوز الأثرية، مضيفا أن الأمر يتطلب انخراطا أكبر لجميع الفاعلين المعنيين، وبصفة خاصة الجماعات المحلية والسلطات والقطاع الخاص والمجتمع المدني.
المدن القريبة:
الإحداثيات:   31°8'14"N   7°30'53"W
  •  84 كيلو متر
  •  173 كيلو متر
  •  189 كيلو متر
  •  202 كيلو متر
  •  212 كيلو متر
  •  218 كيلو متر
  •  236 كيلو متر
  •  302 كيلو متر
  •  322 كيلو متر
  •  783 كيلو متر
This article was last modified سنة مضت:11سنوات مضت: